الأيام تمر والمشاكل في هذه الدنيا تتجدد، فما من يوم إلا وحدثت فيهمشكلة بل مشاكل. والشاهد على ذلك تلك المحكمات التي امتلئت بالناس الذينيقدمون إليها قضاياهم ومشاكلهم الأسرية أو الاجتماعية. وهذا مما يؤكد أهميةالمحكمات، حيث إن الناس يفزعون إليها ليجدوا قرارا يعجز الخصم عنمعارضته. والحاكم ينبغي أن يكون من أهل الاجتهاد، لأنه قد يعرض الناس عليهمسائل لم يجد حكمها مكتوبا في القرآن العظيم ولا في السنة النبوية بعينه. فإذاواجه مثل هذه الحالة، كان الاجتهاد في تقرير الحكم سبيلا إلى حل تلكالمسائل. ولا يلام الحاكم المجتهد إذا أخطأ في اجتهاده، لأنه قد ثبت الإذن لهبالاجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم، بل إنه عليه الصلاة والسلام قدأخبرنا أن الحاكم المجتهد يثاب أجرا واحدا إذا أخطأ.ومما يجب أن يتنبه عليه الحاكم أنه إذا عرض عليه قضاء فلا يجوز لهأن يقضيه وهو في حالة اضطراب النفس، كأن يكون في الغضب الشديد، أوالجوع الشديد أو غيرهما مما يحصل به اضطراب النفس. لأن اضطرابالنفس يؤدي إلى تشعب الفكر ونقصان الوعي وانتفاء الانصاف كثيرا،فيقضي وهو على غير وعي.
Copyrights © 2013